السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( معجزة يونس عليه الصلاة والسلام ))
بعث الله تعالى يونس عليه السلام إلى أهل ( نينوى ) وكان عدد أهالي البلد الذي بعث فيهم مئة ألف أو يزيدون ,, وكان لهم صنم يعبدونه اسمه ( عشتار ) ,, فدعاهم يونس عليه السلام إلى الإيمان بالله سبحانه ,, ونبذ الأصنام ,, فلم يستجيبوا له ,, فأوعدهم بالعذاب فلم يستجيبوا له ,, فتركهم مغاضبا ظانا أنه قد أدّى ما عليه ,, وسار متوجها إلى شاطىء البحر ,, فلما عرفوا صدقه خرجوا ومعهم دوابهم وأنعامهم إلى ظاهر المدينة خائفين تائبين ,, لكن يونس عليه السلام وجد سفينة عند الشاطىء فركب فيها ,, فلما توسطوا البحر اضطرب بهم ,, فقالوا : إن فينا صاحب ذنب ,, فاستهموا فيما بينهم على أن يلقوا في البحر من يقع عليه السهم ,, فوقع السهم على يونس عليه السلام فألقوه في البحر ,, فالتقمه حوت عظيم ,, وأوحى الله إلى ذلك الحوت ألا يصيب من يونس لحما ,, ولا يهشم له عظما ,, والوحي هنا بمعنى الإلهام ,, كقوله تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل ) أي : ألهمها ,, فكان دعاء يونس عليه السلام في الظلمات : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ,, فاستجاب الله له ,, ونجّاه من الغمّ ,, وأمر الحوت أن ينبذه في اليم ,, فألقاه وهو سقيم ,, وعند الشاطىء أنبت الله له شجرة من يقطين وهو القرع ,, فأكل منها ,, واستظل بظلها ,, ورجع إلى قومه فوجدهم مؤمنين ينتظرونه ,, فلبث فيهم يعلمهم ,, فمتعهم الله ما دام فيهم ,, حتى فسدوا من بعده دمّر الله تعالى عليهم وأهلكهم ..
قال الله تعالى : (( وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوتُ وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون * فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين * وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين )) [ الصافات : 139 - 148 ]